قراءة في مفهوم الحريّة عند عبد اللّه العروي
الكلمات المفتاحية:
الحرية، المنهج التاريخي، التسامح، الواقع، العرويالملخص
يرى عبد الله العروي أنّ الفكر الإسلامي التقليدي ركّز على ضبط الحرية ضمن الحدود الشرعية، بينما يسعى الفكر المعاصر إلى مواءمتها مع قيم الحداثة وحقوق الإنسان دون انفصال عن المرجعية الدينية. ويبرز العروي الحاجة إلى منهج تاريخي وفلسفي لفهم الحرية وتجاوز المفهوم التقليدي والتأويلات الحرفية للنصوص، موضّحًا أنّ الحريّة ليست مجرّد حقّ فردي، بل ممارسة سياسية واجتماعية مرتبطة بالمساواة والعدالة. توسّل الباحث بالمنهج التاريخي، والدليل على ذلك هو أنّه لم ينطلق من مفهوم مسبق للحريّة، ولم يسقط تصوّرا جاهزا لهذا المصطلح على الواقع العربي، بل انطلق من الواقع ليبحث كيف مورست. والاشكالية التي يطرحها تتمثل في إبراز مدى قدرة الفكر العربي على التوفيق بين متطلبات الحداثة والواقع المعاصر لفهم الحريّة بشكل عملي ومنهجي.
وهي محاولة منه لنقد العرب، ونقد التأخّر التاريخي للعالم العربي، ونقد البنى الفكرية والاجتماعية, ودعوة إلى معالجة بعض مشكلات الحياة العربية، وتمتين العلاقة بين الدولة والشعب، ورصد أهمّ الإشكالات المنهجية التي تقف حائلا دون بناء حقائق السّلام والتسامح، وصون حقوق الإنسان والابتعاد عن نزعات التعصّب، وقبول المختلف، واختراق النظرة التقليدية التي سيطرت على الوعي العربي ردحا من الزمن. وهذه النظرة لم تعد مقبولة من وجهة نظر الفكر العلمي المعاصر، أو حتّى من وجهة نظر الفكر الدّيني التوفيقي المسؤول.