مقومات الحجاج اللغوي لدى ابن تيمية وأثرها في تصورهم الديني لثنائية العقل والنقل
الكلمات المفتاحية:
ابن تيمية، الاحتجاج الفقهي، اللغة الدينية، نشأة اللغة، الحجاج اللغويالملخص
يتناول هذا البحث الأسس الحجاجية واللغوية في فكر ابن تيمية، منطلقًا من البيئة الثقافية والفكرية التي تشكّلت فيها رؤيته، حيث تداخلت تيارات العرفان الصوفي والفلسفة المشائية والمنطق الأرسطي مع المدارس الكلامية والفقهية في المشرق والمغرب الإسلاميَّين. ويبيّن البحث كيف جعل ابن تيمية من المذهب الحنبلي منطلقًا لمنهجه في الاحتجاج الفقهي، من خلال نقده لمفهوم القياس المنطقي وحدوده، وموقفه من القضاء والقدر، ورفضه لعلم الكلام حين يتحول إلى أداة لإنتاج تصوّرات منحرفة عن العقيدة. كما يرصد البحث طبيعة الاشتغال اللغوي في النص الديني عنده، من خلال إبراز مركزية الحدود اللفظية، وارتباط الحدود الشرعية بالحدود اللغوية، وتمييزه بين طبقات الألفاظ من حيث وضوحها واحتياجها إلى بيان. ثم يعالج البحث نظرية ابن تيمية في نشأة اللغة، حيث يرفض القول بتقدّم الوضع الاصطلاحي أو التواطؤ الاجتماعي أو التوقيف الكامل، ويرجّح الطابع الإلهامي للغة مع جعل الاستعمال معيارًا أصيلًا للفهم. وينتهي البحث إلى إبراز موقفه من الإجمال المصطلحي وقواعده في التأويل، مؤكّدًا أن الحجاج اللغوي عند ابن تيمية قائم على الجمع بين دلالة الاستعمال العربي، ونصّ الوحي، ومقاصد المتكلم، بما يضمن سلامة الفهم العقدي واللغوي معًا.