أهمية الأمن والاستقرار في تحقيق الحياة الطيبة للأفراد والجماعات
الكلمات المفتاحية:
الأمن، المجتمعات البشرية، النعم الإلهية، الطمأنينة، الاستقرارالملخص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إن الحديث عن الأمن والاستقرار هو حديث عن نعمتين عظيمتين يتفضل الله تعالى بهما على عباده، باعتبارهما من الدعائم الأساسية للحياة الطيبة، وهي أعظم غاية يرجوها كل إنسان عاقل، فبهما تطمئن النفوس ويهنأ العيش، وتحقق مصالح الأفراد والمجتمعات وآمالها وتطلعاتها، وهما هدفان تسعى إليهما المجتمعات البشرية، وتتسابق لتحقيقهما السلطات الدولية بكل ما أوتيت من إمكانات فكرية ومادية لترتقي في شتى المجالات داخليا وخارجيا، وإن اختل أحدهما تبدل الحال، ولم يهنأ أحد براحة بال، فيكون سببا مباشرا في انتشار الآفات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها...ولذلك دعا إبراهيم عليه السلام ربه فقال: ((رَبِّي اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ))[1]، فقدم الأمن على الرزق لأهميته، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»[2].
[1] سورة البقرة، الآية: 126
[2] رواه الإمام الترمذي في سننه ت محمد أحمد شاكر ط: الثانية، سنة: 1395ه، مطبعة مصطفى البابي الحلبي - مصر رقم:2346، ج: 4، ص: 574.