نظرية الصمت في الخطاب الكولونيالي النسائي: دراسة نفسية-ثقافية في رحلة قصة حياتي لإيميلي كين (شريفة وزان)

Abstract

         تسعى هذه الدراسة إلى تفكيك حضور الصمت في التجربة الاجتماعية والثقافية كما تعكسه السرديات النسائية وطقوس الحياة اليومية في المجتمع المغربي التقليدي، من خلال مقاربة متعددة الأبعاد تستند إلى نظرية الصمت والتحليل النفسي، ودراسات التمثيل الثقافي. وقد انصب الاهتمام على كيفية اشتغال الصمت بوصفه أداة لإنتاج الهيمنة سواء في علاقات النساء داخل البنية الذكورية، أو في تمثيل شرفاء وزان وصناعة القداسة، أو في تصوير الآخر المغربي داخل خطاب الرحالة الأوروبية. وانطلاقا من فرضية مركزية مفادها أن الصمت ليس فراغا في التواصل، بل بنية دالة تنتج المعنى. فمن جهة يكشف صمت النساء عن انتقال الخضوع الاجتماعي إلى المقاومة الهادئة التي تشتغل في المناطق غير المرئية للسلطة، ومن جهة ثانية يتحول صمت الشرفاء إلى آلية لترسيخ القدسية باسم السلطة الدينية والسياسية، حيث يعاد تأويله باعتباره علامة الحكمة والسمو الروحي، مما يخدم النسق الديني القائم على التبجيل، وفي المقابل يظهر تصميت الآخر داخل الخطاب كآلية سردية تؤطر المغاربة داخل تمثيلات جاهزة تعكس مركزية الذات الأوروبية. كما تبرز الدراسة كيف يشتغل الصمت كمسافة عاطفية في العلاقات الإنسانية، حيث يكشف عن هشاشة الروابط وغياب التواصل، وفي طقوس الموت والحداد بوصفه قاعدة رمزية تعيد ترتيب علاقة الجماعة بفكرة الفناء.

يعتمد هذا البحث منهجا تحليليا يقوم على القراءة التأويلية للنص، واستثمار مفاهيم الصمت في حقول معرفية متقاطعة، مما يتيح بناء رؤية شمولية للكيفية التي يتشكل بها الصوت والغياب والصمت داخل بنية ثقافية واجتماعية ودينية معقدة. وتخلص الدراسة إلى أن الصمت بتجلياته المختلفة يمثل عنصرا بنيويا لفهم العلاقات السلطوية وتمثيلات الذات الأنثوية، وإنتاج التصورات الاستشراقية حول المجتمع المغربي.